في إطار ربع نهائي كأس العالم لأقل من 20 عامًا، قدّم المنتخب المغربي أداءً رائعًا بعد إقصائه للمنتخب الأمريكي، الذي برز في هذه الدورة خصوصا بعد فوزه على إيطاليا في دور الثمن، حيث اعتبره المحللون من أبرز المرشحين للتتويج باللقب. فبعد فوزه العريض على إيطاليا بثلاثية نظيفة (3-0) في ثمن النهائي، بدأ ان المنتخب الأمريكي قد يُشكّل عقبة حقيقية أمام أشبال الأطلس. غير أن أشبال الأطلس، الذين أطاحوا سابقًا بكل من إسبانيا والبرازيل وكوريا الجنوبية، أكدوا مجددًا صلابتهم ونجاعتهم ليضمنوا عن جدارة واستحقاق مكانهم في المربع الذهبي.
زهواني يفتح باب التسجيل
انطلقت المباراة بإيقاع سريع، حيث ظهر المنتخب الأمريكي باندفاع كبير في الصراعات الثنائية. غير أن المغاربة عرفوا كيف يردّون بقوة وبشخصية كبيرة.
في الدقيقة 30، افتتح فؤاد الزهواني التسجيل بتسديدة رائعة مستغلًا تمريرة أكروباتية من عثمان معما. تدخّل حكم الفيديو المساعد (الفار) لمراجعة اللقطة، قبل أن يُقرّ الهدف بشكل منطقي.
قبل دقائق من نهاية الشوط الأول، نجا الزهواني من عقوبة إثر تدخل قوي كاد أن يُكلّفه غاليا. في الدقيقة 43، حصلت الولايات المتحدة على ضربة جزاء بعد خطأ من علي معمر. رغم الاحتجاجات، أكد حكم الفيديو المساعد (الفار) القرار، وتمكّن كول كامبل من ترجمة ضربة الجزاء بنجاح. غير أن الحارس المغربي لنادي موناكو، يانيس بنشاوش، كان قد توقّع الاتجاه الصحيح.
للإشارة فالأهداف الثلاثة الوحيدة التي استقبلها المنتخب المغربي في هذه البطولة جاءت جميعها من ركلات جزاء.
زبيري يعيد التقدّم للمغرب
في الشوط الثاني، واجه أشبال الأطلس صعوبة في تشكيل الخطورة أمام منتخب أمريكي متفوّق بدنيًا وتقنيًا. غير أن صلابتهم الدفاعية حالت دون تمكّن خصومهم من خلق فرص حقيقية.
مع مرور ساعة على زمن اللقاء، استعاد الأشبال السيطرة وبدأ فرض الإيقاع على المنافس بقوة. في الدقيقة 66، تسببت رمية تماس طويلة في إرباك الدفاع الأمريكي. وكان الهدف قد نُسب في البداية إلى زبيري، قبل أن يُحتسب في النهاية هدفًا عكسيًا على المدافع جوشوا ويندر بعد مراجعة تقنية الفيديو بطلب من مدرب أمريكا.
صمود بطولي وفعالية حاسمة
تحت ضغط شديد من الأمريكيين، أظهر أشبال الأطلس صلابة نموذجية. واصل معما سلسلة من الاختراقات الخطيرة، في حين افتقر المنتخب الأمريكي، الذي اعتمد على اللعب الهوائي، إلى الدقة، وهو ما اتضح في ضربة رأس فرانسيس ويستفيلد التي مرت فوق المرمى في الدقيقة 77.
في الدقيقة 86، وجّه المغاربة الضربة القاضية. مستغلًا خطأً فادحًا في الدفاع الأمريكي، خطف إلياس بومسعودي الكرة بعد سوء تفاهم بين الحارس وأحد المدافعين. و تصدى الحارس لمحاولته الأولى، لكنه استفاد من لحظة ارتباك الدفاع ليمرّر الكرة لجاسم، الذي كان وحيدًا داخل منطقة الجزاء، و سجّل بهدوء الهدف الثالث أو بالأحرى هدف تأكيد عبور الأشبال لنصف النهائي.
جيل ذهبي
المغرب يتفوّق على أحد أبرز المرشحين في البطولة ويواصل حلمه العالمي. الروح القتالية، والانضباط التكتيكي، والنجاعة الهجومية كانت، مرة أخرى، أحد مفاتيح هذا الانتصار.
هذا الجيل لأقل من 20 عامًا، القادر على هزم أقوى المنتخبات العالمية، يواصل كتابة صفحة تاريخية في مسيرة كرة القدم المغربية، ويضمن لنفسه مكانة مميزة في المربع الذهبي لكأس العالم.