في إطار الجولة الثالثة والأخيرة من دور المجموعات بكأس العالم لأقل من 20 سنة، المقامة في تشيلي، واجه المنتخب المغربي نظيره المكسيكي هذا السبت. وبعد أن ضمن تأهله مسبقًا واحتلاله صدارة مجموعته عقب فوزيه على إسبانيا (2-0) والبرازيل (2-1)، خاض أشبال الأطلس هذه المباراة دون ضغط كبير، لكن برغبة واضحة في مواصلة ديناميكيتهم الإيجابية.
استغلّ المدرب محمد وهبي هذه المباراة لإجراء عملية تدوير واسعة في التشكيلة، حيث فضّل إراحة بعض الركائز الأساسية مثل عثمان معما وياسين جاسم ومحمد الزبيري، مانحًا الفرصة لعدد من العناصر الشابة للحصول على دقائق لعب إضافية.
شوط أول تحت السيطرة
رغم التغييرات التي عرفتها التشكيلة، فرض المنتخب المغربي أسلوبه منذ الدقائق الأولى من اللقاء. ففي الدقيقة الرابعة، أجبر بومسعودي حارس مرمى المكسيك على التصدي لتسديدة قوية من مسافة بعيدة، قبل أن تمرّ رأسية طه ماجني بمحاذاة القائم في الدقيقة الخامسة. وبعد ذلك بدقائق، حاول البحراوي التسجيل بتسديدة في الدقيقة الثالثة عشرة، لكنها لم تُصِب الهدف..
ردّ المنتخب المكسيكي في الدقيقة الخامسة والعشرين بمحاولة خطيرة من اللاعب يائل بادييا، غير أن طه ماجني تدخّل بقوة ليُبعد الخطر في لقطة دفاعية حاسمة. وبعدها، شهدت الضربة الركنية التالية اصطدامًا عنيفًا بين بيار وأحد لاعبي المكسيك، ما اضطر المدافع المغربي إلى مغادرة الملعب على نقالة قبل أن يعود مجددًا بعد دقائق قليلة، ولحسن الحظ دون إصابة خطيرة.
في الدقيقة الثانية والثلاثين، ارتكب معمر خطأً على مشارف منطقة الجزاء منح المكسيك ضربة حرة مباشرة، تصدى لها محسوب ببراعة وحوّلها إلى ركنية. وفي الدقائق الأخيرة من الشوط الأول، حصل بومسعودي على فرصة واعدة من ركلة حرة نفذها بنفسه، مستفيدًا من خطأ الحارس المكسيكي الذي أفلت الكرة، غير أن اللاعبين المغاربة لم يتمكنوا من استغلال الموقف لهزّ الشباك.
مع نهاية الشوط الأول، ظلّ التعادل السلبي (0-0) قائمًا بين المنتخبين. وقد نجح أشبال الأطلس في خلق عدة فرص سانحة للتسجيل، مع الحفاظ على تركيزهم وانضباطهم الدفاعي أمام منتخب مكسيكي استحوذ على الكرة دون أن يشكّل خطورة حقيقية على المرمى المغربي.
شوط ثانٍ أكثر صعوبة
بداية الشوط الثاني جاءت لصالح المنتخب المكسيكي، حيث استغل خطأً في التمرير من الحارس غوميس في الدقيقة الخمسين، ليتطور الهجوم سريعًا ويصطدم الكرة بيد تاجوارت داخل منطقة الجزاء. لم يتردد الحكم في إعلان ضربة جزاء، انبرى لها جيلبرتو مورا بنجاح، مسجلًا الهدف الأول للمكسيك (1-0).
بعد الهدف، استغلّ المنتخب المكسيكي المساحات التي تركها المنتخب المغربي نتيجة اندفاعه الهجومي بحثًا عن التعادل. واضطر الحارس غوميس للتدخل في أكثر من مناسبة للحفاظ على فارق الهدف ومنع المكسيك من تعزيز النتيجة.
سعيًا منه لإعادة التوازن وتنشيط الأداء الهجومي، أجرى المدرب محمد وهبي ثلاثة تغييرات في الدقيقة السابعة والستين، بدخول كل من الزبيري وجاسم ومعمر. وبعد دقيقتين فقط، حاول زبيري التسديد من مشارف منطقة الجزاء، إلا أن كرته اصطدمت بالدفاع المكسيكي وابتعدت عن المرمى.
واصل المنتخب المغربي ضغطه بحثًا عن هدف التعادل، وتمكّن من الحصول على ضربة خطأ مباشرة خطيرة في الدقيقة السادسة والسبعين، نفّذها ياسين جاسم بقوة، لكن الحارس المكسيكي تصدّى لها ببراعة وأبعدها بقبضتيه. وقبل تنفيذ الكرة الثابتة، تدخّلت تقنية الفار لمراجعة لقطة محتملة لخطأ من تاجوارت داخل منطقة الجزاء، غير أن الحكم قرر في النهاية عدم احتساب ضربة جزاء.
رغم محاولات أشبال الأطلس المتكررة، ظلّت النتيجة على حالها حتى صافرة النهاية، لينتصر المنتخب المكسيكي بهدف وحيد. ورغم الهزيمة، حافظ المنتخب المغربي على صدارة المجموعة الثالثة بفضل فوزيه السابقين أمام إسبانيا والبرازيل، مؤكّدًا تأهله المستحق إلى الدور ثمن النهائي.
الترتيب النهائي للمجموعة الثالثة
1️⃣ المغرب – 6 نقاط
2️⃣ المكسيك – 5 نقاط
3️⃣ إسبانيا – 4 نقاط
4️⃣ البرازيل – نقطة واحدة