مخاوف على مستقبل الأسود في الكان
محطة تحضيرية مهمة للمنتخب الوطني المغربي بأبيدجان أمام مستضيف كأس أمم إفريقيا ، في مباراة ودية انتهت بتعادل 1-1 بين فيلة الكوتديفوار و أسود الأطلس.
بغض النظر عن النتيجة و رغم الدروس المستخلصة كما صرح الناخب الوطني ، فقد أثار هذا التعادل مخاوف جدية ، قبل ثلاثة أشهر فقط من انطلاق بطولة كأس الأمم الأفريقية المقبلة التي يرشح الكثير من المتتبعين المغرب لانتزاع لقبها استنادا لإنجازه التاريخي في مونديال قطر. لكن أرضية الميدان لازالت ترسل إشارات لمكونات الفريق الوطني بأن الترشيحات على الورق لا تعني شيئا في عالم المستديرة خاصة حين يتعلق الأمر بالقارة السمراء. لم يكن اداء أسود الأطلس مطمئنا ، حيث افتقدت المجموعة للثقة و التركيز و تراكمت الأخطاء الفنية بشكل غير معهود ، و تعرض لضغوط متواصلة من الفريق المنافس الذي كان أقرب لتحقيق الفوز لولا الحظ و الحضور الجيد لنايف أكرد.
سيطرة أصحاب الأرض على المباراة أجبرت اللاعبين في كثير من الأحيان على اللعب بشكل دفاعي أكثر لمواجهة الهجمات المتكررة للمهاجمين الإيفواريين ، بينما واجهت العناصر الوطنية صعوبة في تنظيم عمليات هجومية ، لكن الدقائق الأخيرة من عمر المباراة جاءت بخبر سار لكتيبة وليد الركراكي ، حيث نجح القناص أيوب الكعبي مهاجم أولمبياكوس الذي دخل كبديل في استغلال خطأ دفاعي و باغت الجميع بهدف التعادل.
تعادل خلف حسرة كبيرة لدى الإيفواريين و قلقا على النجاعة الهجومية لمنتخبهم. في المقابل، بات لزاما على المنتخب المغربي (طاقما و لاعبين) مراجعة اوراقه تحسباً للتحديات المقبلة و على رأسها المباراة الرسمية ضد ليبيريا ، و رغم أنها شكلية بالنظر لتأهل الأسود مسبقا لمنافسات كان الكوتديفوار لكنها فرصة كبيرة لترجمة الدروس المستقاة و الوقوف على قدرتنا على تحويل السلبيات إلى إيجابيات في ظرف وجيز تحسبا لسيناريو مماثل عند انطلاق المنافسات القارية التي تكون فيها السرعة في اتخاذ القرارات عاملا مهما بالنظر للوقت القصير الذي يفصل بين المباريات.