في موسم جمع فيه التألق الفردي والنجاح الجماعي، يبرز اسم أشرف حكيمي كأكثر من يستحق أعلى تكريم فردي في عالم كرة القدم. إذا كان تحديد الفائز بالكرة الذهبية غالباً ما يكون جدليا، فإن هناك مواسم يكون فيها تأثير لاعب معين عميقاً و ظاهرا لدرجة أن النقاش يصبح محسوما. هذا هو حال حكيمي هذا العام، اللاعب الذي تجاوزت قيمته لباريس سان جيرمان الدور التقليدي للظهير الأيمن وأعاد تعريف عبارة “صناعة الفارق” التي ترتبط عادة بلاعبي الوسط و المهاجمين.
بنظرة سريعة على الإحصائيات، إضافة إلى تأثيره على أرض الملعب، تكشف حقيقة مذهلة: تأثير أشرف حكيمي هائل. أرقامه تؤكد ما يمكن لكل متابع للساحرة المستديرة أن يراه حين يشاهده على أرضية الميدان. إن براعته في بناء اللعب، والتقدم، والإنهاء لا مثيل لها، مما يظهر مزيجاً نادراً من المهارات الهجومية والدفاعية التي تجعله لاعباً متكاملاً. على مدار مواسمه مع باريس سان جيرمان والمنتخب الوطني المغربي، ميزه ثبات مستواه، وقيادته، وتأثيره الحاسم، محولاً إياه من مجرد لاعب متميز إلى المحرك الحقيقي لفريقه.
و إن اعتبر البعض ترشيحه للكرة الذهبية تاريخيا، فإن تتويج حكيمي بها سيكون شرفاً طال انتظاره و عدالة كروية مستحقة للقارة الأفريقية، التي لم تعرف التتويج سوى مرة واحدة من خلال الأسطورة جورج وياه. سيكون أيضاً اعترافاً غير مسبوق بمركز الظهير، وهو دور لم يتوج أي لاعب به من قبل. علاوة على ذلك، سيعيد ذلك الاعتبار للمدافعين عموماً، حيث سينضم حكيمي إلى النادي الحصري للغاية الذي لا يضم سوى مدافعين اثنين آخرين توجا بالجائزة: فرانز بيكنباور وفابيو كانافارو.
أداؤه في كأس العالم للأندية، حيث تم اختياره ضمن التشكيلة المثالية في كل مرحلة، وأهدافه الحاسمة في ربع نهائي، ونصف نهائي، ونهائي دوري أبطال أوروبا، ليست مجرد لقطات عابرة، بل شهادة على شخصيته القوية و القيادية في المواعيد الكبرى. تسجيل أول هدف لباريس سان جيرمان على الإطلاق في نهائي دوري أبطال أوروبا هو لحظة تاريخية تؤكد قدرته على التفوق في اللحظات الحاسمة.
هذا المستوى من الأداء والتأثير قد تؤكده عبارات الثناء و شهادات في حقه من أكثر الشخصيات احتراماً في كرة القدم، بما في ذلك مدربيه السابقين الذين أشادوا باستمرار بموهبته وأهميته.
صرح الأسطورة البرازيلية وربما أفضل ظهير أيمن في كل العصور، كافو، قائلاً: «أعتقد أن حكيمي هو الأفضل في العالم حالياً.»
- مدرب باريس سان جيرمان نفسه، لويس إنريكي، أشاد بتطوره، ملاحظاً: «إنه ظهير أيمن، ولاعب خط وسط، ومهاجم في آن واحد. نظامي التكتيكي يناسب مهاراته تماماً.» كما سلط الضوء على نضج حكيمي الهائل وأهميته للفريق، واصفاً إياه بأنه «لاعب من الطراز الرفيع» و«قدوة لزملائه».
وحيد حاليلوزيتش، مدرب المنتخب المغربي سابقا، و الذي كان يضعه ضمن المهاجمين في قائمة المنتخب وصف حكيمي بأنه “صانع الفارق” و”أحد المواهب العظيمة وأفضل اللاعبين في العالم في مركزه.” وأضاف حاليلوزيتش أيضاً: «إنه نوع اللاعب الذي يمكنه التألق في أي دوري ومع أي فريق.»
هيرفي رونار، مدرب وطني سابق آخر، كان أكثر صراحة في تصريحه: “أشرف حكيمي هو أحد أفضل اللاعبين في العالم اليوم. بالنسبة لي، هو الفائز بالكرة الذهبية هذا الموسم.”
- و طبعا المدرب المغربي الحالي، وليد الركراكي، الذي عبر دائما عن ثقته الكاملة في لاعبه، قائلاً: “حكيمي بطل كبير لذا لست قلقاً” عندما كان يتحدث عن دوره في مباراة حاسمة ضد لاعب عالمي. ويعتبره لاعباً “لن يقدم أي هدايا”.
المسار الاستثنائي لأشرف حكيمي
منذ مغادرته ريال مدريد، أحدث أشرف حكيمي ضجة أينما حل، تاركاً بصمة لا تُمحى ومجموعة من الإحصائيات المذهلة. في ألمانيا، لا يزال جمهور بوروسيا دورتموند يتذكر انسجامه الرائع مع إرلينج هالاند، الذي استفاد عدة مرات من تمريرات المغربي الحاسمة ليسجل الأهداف. وتكررت القصة نفسها في إيطاليا، حيث استفاد روميلو لوكاكو ولاوتارو مارتينيز بشكل كامل من إسهاماته الهجومية لقيادة إنتر ميلان إلى لقب الدوري. وبعد وصوله إلى باريس سان جيرمان، شكل ثنائياً هجومياً مرعباً مع كيليان مبابي، ولا يزال يواصل إرهاب دفاعات الخصوم، هذه المرة رفقة كل من ديمبيلي وباركولا ودووي وفيتينيا، دون أن ننسى ثنائياته في المنتخب الوطني المغربي سواء مع أوناحي أو زياش أو حتى إبراهيم دياز. لقد أثبت حكيمي قدرته على التكيف وإثبات نفسه كصانع ألعاب أساسي، بغض النظر عن البيئة أو النجوم التي جاورها.
رحلة حكيمي هذا الموسم، التي بدأت بمساعدة منتخب بلاده على الفوز بميدالية أولمبية واستمرت بسيطرة محلية وقارية مع باريس سان جيرمان، قادته إلى ترشيح للكرة الذهبية يتجاوز كل جدال. تماماً كما كان الحال في أوج مسيرة ميسي أو رونالدو، فإن أداءه الاستثنائي لا يترك مجالاً للنقاش.
Nominated for the 2025 Ballon d’Or ⤵️@AchrafHakimi@PSG_inside@EnMaroc#ballondor pic.twitter.com/iLI2ykFSUW
— Ballon d'Or (@ballondor) August 7, 2025