برونزية للمغرب بسداسية تاريخية ضد مصر
أحرز المنتخب الأولمبي المغربي ميدالية برونزية في أولمبياد باريس 2024 بعد فوز عريض على نظيره المصري في مباراة سيطر فيها الأسود طولا و عرضا مع فعالية كبيرة و توازن دفاعي مكناهما من زيارة شباك الفراعنة ست مرات دون تلقي أي هدف ليكتبوا بذلك صفحة لن تنسى في تاريخ كرة القدم المغربية.
و كانت المبادرة مغربية منذ صافرة البداية حيث كثفوا المحاولات على مرمى المنافس، فيما اكتفى المصريون بالمرتدات التي انتهت إحداها بإصابة نجمهم أحمد سيد (زيزو) الذي غادر الملعب بعد مرور 12 دقيقة من عمر اللقاء. النهج الهجومي المغربي سرعان ما أثمر عن هدفين متتاليين حمل أولاهما توقيع عبدالصمد الزلزولي بتسديدة مركزة سكنت الزاوية البعيدة من مرمى حمزة علاء (د23) ، بينما استغل القناص سفيان رحيمي بعد ثلاثة دقائق عرضية من الزلزولي ليضاعف النتيجة بضربة رأسية.
سيناريو الشوط الثاني لم يكن مغايرا عن سابقه بل عمق جراح المصريين بأهداف إضافية بأقدام كل من العائد بلال الخنوس و الهداف رحيمي الذي تألق بهدف ثان له ، إثر كرة في العمق من الفنان أخوماش، رافعا رصيده لثمان أهداف في دورة باريس الأولمبية قبل أن يصنع هدفا لأكرم النقاش ، اما ختام السداسية فأبى القائد أشرف حكيمي إلا أن يرسمه لوحة فنية من كرة ثابتة وقعها بيمناه في زاوية المرمى المصري قبل ثلاث دقائق من نهاية الوقت الأصلي للمباراة.
و رغم أن هذا الفوز الكبير في الديربي الشمال إفريقي و الميدالية البرونزية التاريخية، وهي بالمناسبة سادس ميدالية إفريقيا والأولى عربيا في تاريخ المسابقة، قد ينسينا خيبة امل الخسارة في نصف النهائي إلا أنه قد يجعل البعض أكثر تحسرا على ذهبية ظهر جليا اليوم أن أصدقاء حكيمي كان بإمكانهم المنافسة عليها لو لم يغيروا نهجهم ضد إسبانيا بحكم إمكانياتهم الفنية و المستويات الكبيرة التي قدموها و التي أبهرت معظم المتتبعين و المختصين في عالم المستديرة. لكن على العموم، فإن ما قدمه هؤلاء الشباب يعكس التطور التصاعدي لكرة القدم المغربية و أن وصولها للعالمية ليس صدفة ، لكنهم الآن مطالبون بحمل المشعل و تقديم ما هو افضل في المستقبل.