سيشهد نصف نهائي كأس العرب فيفا قطر 2025، الذي يجمع بين المغرب والإمارات العربية المتحدة، بصراعات ثنائية مليئة بالندية والتنافس الرياضي تتجاوز المنافسة المعتادة بين المنتخبات الوطنية.
المباراة الحاسمة المرتقبة يوم غد 15 ديسمبر بالدوحة، لن تقتصر على التنافس بين منتخبي بلدين صديقين فحسب، بل أيضًا بين العديد من اللاعبين الذين يتشاركون نفس غرفة الملابس طوال الموسم بدوري المحترفين الإماراتي. سيناريو يضيف بُعدًا شخصيًا وحماسيًا إلى التحدي، محولًا الصداقة والتضامن اليومي إلى تنافس مؤقت ومليء بالشغف من أجل تشريف الوطن و ضمان مكان في نهائي البطولة العربية.
وتتجلى هذه الخصوصية بشكل كبير من خلال وجود عدد كبير من اللاعبين المغاربة الذين يلعبون في صفوف أندية الإمارات العربية المتحدة. هؤلاء اللاعبون، الذين اختارهم المدرب طارق السكتيوي، يعرفون تمامًا أسلوب لعب خصومهم من الخليج ويعتادون على مواجهتهم كل أسبوع في النادي. أحد هذه الصراعات الثنائية الأكثر انتظارًا ستكون بين المدافع المركزي المغربي سفيان بوفتيني (الوصل) وزملائه في النادي، لاعب الوسط الإماراتي علي صالح و متوسط الميدان ذو الأصل الأرجنتيني نيكولاس خيمينيز.
وبالمثل، سيكون على المهاجم المغربي وليد أزارو مهمة اختراق الدفاع الإماراتي، الذي سيكون معززا بأحد رفاقه في نادي عجمان، المدافع عصام فايز (مزدوج الجنسية مغربي-إماراتي). مواجهة مباشرة و قوية، حيث يعرف كل طرف نقاط القوة والضعف لدى الآخر، تعد بندية تكتيكية و حماس استثنائي.
و في نفس السياق، قد ينضاف بعد آخر في حالة عودة أشرف بنشرقي. على الرغم من أنه يلعب حاليًا بألوان الأهلي المصري، إلا أن المهاجم المغربي الذي حمل سابقا ألوان الجزيرة الإماراتي. سيواجه في حال عودته من الإصابة، أصدقائه السابقين بالنادي: الحارس الإماراتي علي خصيف، المدافع الغاني المجنس ريتشارد أكونور، والمهاجم البرازيلي المجنس برونو كونسيشاو دي أوليفيرا، وجميعهم كانوا رفاقا له في الجزيرة. بالإضافة إلى هاته المواجهات بين لاعبين من نفس النادي، هناك لاعبون مغاربة آخرون ينشطون بالدوري الإماراتي، مثل كريم البركاوي (الظفرة) وطارق تيسودالي (خورفكان)، واللذان يعرفان جيدا اللاعبين الإماراتيين. عموما، ستكون هذه المباراة بالتأكيد “مباراة ديربي” حقيقي حيث سيتم وضع الروابط الودية جانبًا لمدة 90 دقيقة لصالح العلم الوطني.

