يواصل نادي رين انتعاشه بالدوري الفرنسي،حيث استفاد من استقباله لنادي موناكو لتأكيد ديناميكيته. على أرضية روزون بارك، قدم لاعبو رين أداءً قويًا مكنهم من تجاوز خصمهم في الترتيب، بينما يواصل موناكو سلسلة هزائمه للمرة الثالثة على التوالي. و لعل عزائهم الوحيد هو عودة بول بوغبا إلى المنافسة، حيث استقبله الجمهور بحرارة بعد أكثر من عامين من آخر مباراة له.
من بين أهم اللاعبين في هذه المباراة، لفت عبد الحميد أيت بودلال الأنظار مرة أخرى. المدافع المغربي الشاب، الذي لا يتجاوز عمره 19 عامًا، يمر بفترة رائعة ويثبت نفسه تدريجيًا كواحد من العناصر الأكثر ثباتًا في فريق رين. في وقت مبكر من المباراة، انطلق من الخط الدفاعي، و قاد هجمة تقدم إثرها حتى منطقة الجزاء ليستفيد من عرضية رائعة بأقدام كامارا أحرز منها الهدف الأول.
لم يتوقف أيت بودلال عند هذا الهدف. بعد دقائق قليلة، تميز مرة أخرى باندفاعه على الجانب الأيمن، مستفيدًا من الثغرات الدفاعية لموناكو. وقد ساهمت سرعته ورغبته في تقديم السند للهجوم في توجيه فريقه في الاتجاه الصحيح، مما أظهر نضجًا نادرًا للاعب في سنه. و يعد مردوده مؤخرا مؤشرا جيدا على تطور مستواه، حيث سجل هدفين وصنع هدفًا في آخر أربع مباريات له مع رين.
في مواجهة رين الطموح والمصمم، أظهر موناكو مرة أخرى حدوده. على الرغم من بداية جيدة، إلا أن الفريق انهار مرة أخرى بدنيا وذهنيًا بعد الاستراحة، مما سمح لرين بفرض إيقاعه والسيطرة على المباراة. رغم ان عودة بول بوغبا أضفت لمسة من العاطفة ولكن لم تحدث طفرة او تطورا رياضيًا، حيث كانت الثغرات واضحة في إدارة الانتقالات والصلابة الدفاعية.
لذا، سلطت الأمسية الضوء على ديناميكيتين متعارضتين: رين في تجديد كامل مدعومًا بظهور أيت بودلال، وموناكو الذي يفقد بوصلته، غير قادر على إيقاف تراجعه. بالنسبة للمدافع المغربي الشاب، كان الأداء مقنعا مما أكد ليس فقط أهميته في رين، ولكن أيضًا كل الاهتمام الذي يثيره استعدادًا للاستحقاقات القادمة للمنتخب المغربي.

