سجل أولمبيك أسفي المغربي إنجازاً غير مسبوق في تاريخ النادي، بضمان تأهله إلى دور المجموعات من مسابقة كأس الكونفيدرالية الأفريقية. و انتزع القرش المسفيوي تأهلا تاريخيا رغم تعثره في مباراة الإياب وخسارته بنتيجة (2-1) أمام مضيفه الملعب التونسي في ملعب حمادي العقربي برادس. حيث كان الفوز الثمين الذي حققه في لقاء الذهاب بهدفين نظيفين حاسماً، ليتمكن من العبور بحصيلة (3-2) في مجموع المباراتين، مسجلاً بذلك أول تواجد له على الإطلاق في هذه المرحلة المتقدمة من المنافسة القارية.
شهدت مباراة الإياب عرضاً قوياً ومسيطراً من جانب الملعب التونسي، الذي دخل اللقاء مدفوعاً برغبة جامحة في قلب الطاولة وتعويض تأخره في الذهاب. حيث بادر رجال المدرب شكري الخطوي بالهجوم منذ البداية، مهددين مرمى أولمبيك أسفي في أكثر من مناسبة، خاصة عبر اللاعبين فراس عيفية وأمين الله الحبوبي، لكن دفاع الفريق المغربي وحارسه المتألق حمزة الحمياني وقفا سداً منيعاً في وجه الضغط التونسي المكثف. اعتمد أولمبيك أسفي، الذي كان متحصناً في مناطقه في أغلب الأوقات، على الهجمات المرتدة السريعة، التي شكلت خطورة نسبية على مرمى الحارس نور الدين فرحاتي.
أسفر الضغط التونسي عن هدف أول في منتصف الشوط الثاني، عندما تمكن أمادو ندياي من ترجمة ركلة جزاء محتسبة بعد سقوطه داخل المنطقة، ليُشعل فتيل الأمل في مدرجات الجماهير التونسية. إلا أن أولمبيك أسفي وجه الضربة القاضية في الدقيقة 85، حين استغل البديل أنس الضو خطأ دفاعياً لينفرد بالمرمى ويسجل هدف التعادل القاتل، الذي حسم عملياً تفوق أسفي في مجموع المباراتين. بعدها، أتيحت فرصة ذهبية للسنغالي موسى كوني لكن تسديدته مرت محادية للمرمى. وعلى الرغم من أن اسكندر الصغير تمكن من تسجيل هدف ثانٍ للملعب التونسي في الوقت بدل الضائع، إلا أنه جاء متأخراً جداً، ليُعلن عن نهاية المباراة بتأهل الفريق المغربي.
هذا الفوز ذكر جماهير الأولمبيك بتألق النادي في منافسات كأس أبطال العرب سنة 2020 حين بلغ ربع النهائي على حساب الترجي التونسي قبل أن يخرج بصعوبة آنذاك امام اتحاد جدة السعودي. و اليوم مرة أخرى نجح أبناء أسفي في التفوق على منافس تونسي آخر و تعزيز الحضور القوي للأندية المغربية على مستوى المسابقات القارية، ويتطلع الفريق الآن إلى قرعة دور المجموعات لخوض تحديات جديدة تليق بهذا الإنجاز التاريخي.

